أبنائنا المراهقين و الاسرة
الحمد لله وحده .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ..
سيد الأولين والآخرين .. وعلى آله وصحبه أجمعين .. إلى يوم الدين.
أبنائنا المراهقين و الاسرة
لايخفى على أحد مدى أهمية تلك المرحلة العمرية في حياة أبنائنا "مرحلة المراهقة"، ومع ذلك علينا نحن كوالدين أن ندرك كل ما نزرعه في طفولتهم يساعدهم كثيرا في تخطي تلك المرحلة بأكبر قدر من النجاح، والنجاة من أي انحراف عن الجادة فنقدم لأمتنا الإسلامية جيلًا صالحًا واعيًا ينهض بالأعباء ويعيد الأمجاد.
فهل لنا في بعض التوجيهات التي تعين كل مسؤول وراع على التعامل مع الأبناء المراهقين:
الثقة: غالبا ما ينشغل المراهق بالتفكير بمن يحيطون به حتى وإن أخفى ذلك فالتساؤل عنده غالبا ما يكون: هل يقدرونني؟..
هل يدركون أنني كبرت؟.. أنني أصبت ناضجًا وغادرت الطفولة ولدي العديد من القدرات؟..
هل يثق بي الكبار؟..
لذا فإن علينا كآباء وأمهات مربين أن نشعره بأننا نثق به، خاصة إذا لم يبدر منه التهور والاندفاع، ولكن في العموم كلما شعر بأننا نثق به سوف يعمل جاهدا ليكون عند حسن الظن وأن يحافظ على تلك الثقة.
المسئولية: يعتقد بعض الآباء، وخاصة الأمهات أن الابن (ولدا كان أم بنتا) مهما كبر فهو صغير، والحقيقة أنه ليس كذلك فهو يدرك ويرى أنه كبير الآن، وأنه قادر على تحمل مسئولية نفسه في كثير من الأمور، فعلينا التحلي بالفطنة والذكاء فنسمح له بتحمل مسئوليات يمكنه تحملها مع المتابعة فذلك يعينه على تعلم كيف يتحمل المسئولية، فيزداد ثقة وتآلفا مع محيطه، ويشعر بتقديره لذاته وتقدير الآخرين له.
الوضوح: غالبا ما يخلق الصراع بين المراهق والمسؤول عنه وجود قواعد للتعامل وتلك القواعد إما قاسية ظالمة من وجهة نظر المراهق، وإما أنها غير واضحة فلابد أن نتحلى بالصراحة والوضوح فتكون تلك القواعد محددة مغلفة بالاهتمام والرعاية ولا نقبل معانٍ متضادة تسمح بحدوث سوء فهم، وعدم تقدير لذكاء المراهق في قدرته على إيجاد ثغرات ومنافذ في تلك القواعد.
سرعة التغير: يمر المراهق في تلك المرحلة بتغيرات متتابعة، ولربما يتغير من شهر لآخر ويتبدل بين الأفكار والاهتمامات العديدة والمختلفة، ويتلهف في تعلم ألف شيء ولو تعارضت، فعلينا تقبل فكرة التغير بصدر رحب للوصل به الى النضج والسلامة، وعدم السخرية مما يبدو لنا تناقضًا، فمن الصحي أن يجرب ويكتشف نفسه.
التواصل: كلما حرصنا على الحوار المستمر مع المراهق، وازدادت مساحة النشاطات المشتركة وتبادلنا الحكايات وأدرنا النقاش بهدوء وصراحة، واستخدمنا مهارات التواصل كلما أثرى العلاقة معه وسهل علينا الحديث معه والتحذير من العادات السيئة وحلت النصيحة المجدية مكان الأوامر الصارمة وأصبحت المشاكل تحل بصورة مقبولة من الطرفين.
الصداقة وتأثير الآخرين: لابد من أن نكون واعين لكل ما يتأثر به المراهق فالجميع يدلي بدلوه كالمدرسة والشارع والتلفاز ووسائل الاتصال والأصدقاء، والمنع ليس في الإمكان وليس حلا بل إن التعامل بحذر وذكاء وحب هو المجدي، خاصة إذا تربى الابن من الصغر على الثقة بنفسه وتعلم كيف يكون واعيا في اختيار أصدقائه فيحرص على الصداقة الجيدة التي تثري وقته وعقله، وتتربى فيه القدرة على رفض أصدقاء السوء.
القدوة الصالحة: ليرَ المراهق كيف أن الكبير المسؤول يتعامل باحترام مع الجميع ويعامله باحترام فلاتوبيخ وافتضاح، ولا أقوال بذيئة وشتائم ونعوت قذرة وجرح أمام الآخرين، بل طاعة لله وخلق حسن وصفات حميدة.. فهذا بحق له أبلغ الأثر في نفسه، وكما قيل: فعل رجل في ألف رجل، خير من قول ألف رجل لرجل.
المساندة لا التحكم: إذا طلب المراهق النصيحة أو المساعدة فلنعرض عليه الأفكار الطيبة الواعية، ولا نتشبث بتنفيذ اقتراحتنا بحذافيرها بل نترك له القرار ونكون بجانبه دومًا.
احترام الخصوصية: كما كنا مراهقين نحب أن تكون لنا مساحة من الخصوصية علينا تقبل ذلك منهم بصدر رحب يتمنى الخير لهم.. فحرمانهم من الخصوصية لا يعني أننا سنكون أكثر اطلاعا على شؤونهم، وإنما يعني أنهم سيلجأون للإخفاء ويتفننون فيه.