غفلة الآباء وأثرها على إيمان الأبناء

غفلة الآباء وأثرها على إيمان الأبناء










الحمد لله وحده .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ..

سيد الأولين والآخرين .. وعلى آله وصحبه أجمعين .. إلى يوم الدين.

















غفلة الآباء وأثرها على إيمان الأبناء


الأبناء هم أجلَّ وأهم مشروع يستثمر فيه الصالحون من الآباء والأمهات طاقاتهم، وخبراتهم، وأوقاتهم، وأموالهم؛ لتنشئتهم نشأة طيبة، لينفعوا أنفسهم ومجتمعهم، فيكونوا لهم فخرا في الدنيا، وذخرا للآخرة..


وتكون نشأة الأبناء صالحة ، متينة وقوية البنيان – إذا كان أساسها قائما على غرس الإيمان والقيم والأخلاق الحميدة بداخلهم، وبث روح الإسلام ومبادئه وتعاليمه في أنفسهم وعقولهم، وربطهم بالله تعالى وبكتابه العزيز، وترغيبهم في التمسك بالشرع وبالسنة المطهرة، ليكون الفلاح والنجاح في الدارين حليفهم..





فتلبية مطالب الأبناء المادية والمعنوية وحدها لا تكفي لتربيتهم تربية سليمة؛ لأنها لن تحقق إلا قدر ضئيل من احتياجاتهم ..


أما الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر، والحرص على أداء الفرائض والعبادات؛ للفوز بالجنة، والنجاة من النار، هو السبيل الوحيد لجعلهم صالحين أتقياء يحبون الله ورسوله، ويخافون يومًا تتقلب فيه القلوب والأبصار، وهو ما يجعلهم أسوياء نفسيا، وأخلاقيا، وناجحين اجتماعيا، وعمليا..


مما لا ريب فيه أن الآباء والأمهات الغافلين عن طاعة الله ورسوله، لا يمكنهم إكساب أبنائهم الإيمان وغرسه في قلوبهم، أو بالأحرى لا يفكرون البتة في خطورة ذلك على أبنائهم الذين سينشأون نشأة فارغة، لا روح إيمانية فيها.. نشأة مدمرة لهم ولمجتمعهم مستقبلا في الغالب الأعم؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه ولا يكسبه لأبنائه، وهذا لا يعني أن أبناء العاصين يصيرون بالضرورة مثل من أنجبوهم ويسيرون على دربهم، فالهادي هو الله سبحانه وتعالى، فهو من يكتب الإيمان أو الكفر على من يشاء من عباده، وأبواب هدايته مفتوحة لا توصد أمام من يهتدي أبدا..


فالإيمان رزق وفضل عظيم يمن الله به على عباده الذين يخشونه ويتقونه حق تقاته..


كم من عصاة أنجبوا مؤمنين صالحين أتقياء بقدرة الله وفضله، وكم من مؤمنين أتقياء أنجبوا عصاة فاسدين كانوا وبالا عليهم وعلى مجتمعهم..


لكن ولأن الأسرة هي المحضن الأول للأبناء، وهي التي يترعرعوا في كنفها، تكون النشأة أصح وأصلح لو كان الوالدان مؤمنين محافظين على أداء الفرائض والالتزام بالشرع وقيم وأخلاق الإسلام الحميدة ليقتدي الأبناء بهم؛ فالتعليم في الصغر كالنقش على الحجر، والإيمان يرسخ ويثبت في القلب – بإذن الله تعالى – لو بدأ غرسه منذ نعومة أظفار الأبناء حيث الفطرة النقية السليمة، والبراءة والطهارة الروحية والقلبية والنفسية التي جبلهم الله عليها.