حسين جبران الكريري ، من شعراء المملكة العربية السعودية ، ومن أبناء منطقة جازان .
ولد ونشأ وترعرع في بيئة خلابة جميلة المناظر تفتن الناظر بجمالها وسحر سهولها وجبالها .
مما جعل أثرها بارزا في قصائده ، وملازما لكل دواوينه.
اشتهر شعره بقوة المعنى وجزالة العبارة وانتقاء الصورة ، فهو يرسم الجمال والفعال وجميل الخصال رسما بأبيات شعرية رائعة ، ومن بديع شعره هذه القصيده التي يتذكؤ فيها الماضي التي كانت تعيشه قريته في سالف الايام
أتيت إلى قزع الحبيبة زائـــــــــراً
فرأيت في عينيها دمع عيونــــي
وسمعت أنات تهز ضلوعــــــــها
وكأنـــــــــها من آهتي وأنينـــــي
رأتني فأذرت في المحاجر دمعها
ففاضت على خدي دموع عيونــي
وتذكرت أحلــــى الليالي بدورها
واسترجعت لهوي بها ومجونـــي
فقامت لتحضنني فلم تقوى علـى
ضمي وخارت مثلما المطــــعون
وقالت فديتك لست تلك التي رأت
عيناك من عهد مضى وســــــنين
قد بدل الله الحياة بغيــــــــــــرها
ومحى الزمان ملاحتي وفتونــي
فسألتـــــها أين النضارة والبها
أين العشاش وسجفها المزيــون
أين المزاويم التي فــــي دورها
والمعز والأبقار والسقبـــــــــــان
أين النصادة والصوارب بعدهم
أين الدوايـــــــــــــس زينة المجران
أين الحلي أين الضماد وقد بدت
فيه العراقي مقرن الثيــــــــــــران
أين المجر مع المحــر جميعهم
رحلـــــوا وبادوا دونما أكفـــــــــان
أين الزلال السلســـــبيل بوادياً
في ضفتيه مراتـــــــع الغـــــــــزلان
أين الشباب مزينين شــعورهم
بمشاقر الكاذي مع الريــــــــحان
أين البنات السمرسود عيونهن
يسبي فؤاد العاشق الولهـــــان
فتأوهت قزع الحبيبة آهــــــــة
فاهتز منها الصخر في جحـفـان
قالت بني لقد أثرت لواعجـــي
رفقاً فقــــــــد مل البكا أجفانــي
رحل الزمان بأهلنا وديارنــــا
وبأنســــــنا ومفاتناً ومغانـــــــي
أنظر إلى البيداء أمست بلقعــاً
لا عشب لا روحاً ولا ريحـــــــان
أنظر إلى المير النظيروقد غدا
فحمــــــاً بفعل قذائف النــــــــيران
أنظرإلى المعمال غربي قد غدا
قفراً بــــــلا زرع ولا بستـــــــان
أنظر إلى تلك الجبال صخورها
طحنت بفعل مطاحن الطــــحان
أنظر إلى أهلي فهل تلقــــى لهم
شخصاً يجيد الحرث بالثــــــيران
اسأل فهل قد خصصوالي متحفاً
حفظوا به ما كان عبرزمـــــــــان
اسأل فهل من عارف ما كان في
بيتي من السقاط للقعبــــــــــــان
هاجر بنــــــي فلم يعد شيء هنا
من عشقك الماضي ومن وجداني
ودع الدموع ولوعتي وصبابتي
بحشاشتي وارحل بدون توانـــــي
الرد باقتباس