أُلْقِيَت يومَ الجُمعة 11 جمادى الثانية 1436هـ مُوَافِق 03 أبريل 2015م.
صَحَّ عن غيرِ واحدٍ مِن الصَّحابةِ (رضي الله عنهم) أَنَّ رجُلاً جاءَ إلى النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) فقال له: «أَوْصِنِي»؛ طَلَبَ مِنهُ وَصِيَّةً جَامِعَةً شَامِلَةً، وفي روايةٍ قالَ لَهُ: «قُلْ لِي فِي الإِسلامِ قَوْلاً يَنْفَعُنِي»، فطَلَبَ مِنهُ مَا يَنتَفِعُ بِهِ فِي دِينِهِ ودُنْيَاهُ، وفي روايةٍ قَالَ لَهُ: «قُلْ فِي الإِسْلاَمِ قَوْلاً وأَقْلِلْ لَعَلِّي أَعِيهِ وأَعْقِلُهُ»، وفي روايةٍ: «ولاَ تُكْثِرْ فأَنْسَى»، فطَلَبَ مِنهُ كلماتٍ قليلةً ووَصِيَّةً مُوجزةً مُختصرَةً، وفي روايةٍ قَالَ لَهُ: «عَلِّمْنِي كلماتٍ أَعِيشُ بِهِنَّ»، أي: تَصْحَبُنِي مُدَّةَ حَيَاتِي، وفي روايةٍ: «أَعِيشُ بِهِنَّ سَيِّدًا في النَّاسِ»
فالإسلامُ جاءَ بما يُصْلِحُ النَّاسَ وبِمَا يَرْفَعُهُمْ مِنْ كُلِّ انْحِطَاطٍ وبِمَا يُعْلِي شَأْنَهُم، فيَعِيشُوا سَادَةً. فقال لهُ النَّبيُّ (صلى الله عليه وسلم): «لاَ تَغْضَبْ»، لم يَزِدْهُ على هذه الكلمَة وهِيَ جَامِعَةٌ لخيرِ الدُّنيا والآخِرَة. فأَعَادَ الرَّجُلُ وطَلَبَ الوَصِيَّةَ والتَّعلِيمَ مَرَّةً أُخرَى فأَعَادَ عَلَيهِ رسولُ اللهِ: «لاَ تَغْضَبْ»، فأَعَادَ مَرَّاتٍ، والجَوابُ والرَّدُّ هُوَ هُوَ: «لاَ تَغْضَبْ». قال الرَّجُلُ: «ففَكَّرْتُ حِينَ قَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) مَا قَالَ، فإِذَا الغَضَبُ يَجْمَعُ الشَّرَّ كُلَّهُ»[«صحيح الترغيب والترهيب» (2745و2746و2748)].
الغَضَبُ طَبِيعَةٌ وجِبِلَّةٌ في الإِنسانِ فلاَ بُدَّ وأَن يُوجَدَ مِنهُ الغَضَبُ، لكِن معنى قَولِهِ (صلى الله عليه وسلم): «لاَ تَغْضَبْ»، أي: لاَ تَكُنْ كَثِيرَ الغَضَبِ.. سَرِيعَ الغَضَبِ.. سَرِيعَ الاِنْفِعَالِ يَسْتَثِيرُكَ أَدْنَى شَيءٍ، فَتغضَب بلا مُوجِبٍ وتَغضَب لأَتْفَهِ الأُمُور، ولاَ تَستَطِيعُ أن تَمْلِكَ نَفْسَكَ وتَمْلِك غضبَكَ. بل كُنْ مُطْمَئِنًّا مُتَأَنِّيًا. وهذه الأَنَاةُ يُحِبُّها اللهُ ويُحِبُّ المُتأَنِّيّ. وبهذا يعيشُ سيِّدًا في النَّاسِ.
ومعنى قولِهِ (صلى الله عليه وسلم): «لاَ تَغْضَبْ» - أيضًا-: تَجَنَّبْ أَسْبَابَ الغَضَبِ وبَاعِدْ عَنْ كُلِّ مَا يَجْلِبُ عَلَيْكَ الغَضَبَ، فالغَضَبُ لَهُ أَسبَابٌ فتَوَقَّهَا ما استطعتَ، وبذلك تَدْفَعُ الغضبَ.
ومعنى قولِهِ (صلى الله عليه وسلم): «لاَ تَغْضَبْ» – أيضًا-: إِذَا وُجِدَ الغَضَبُ ووَقَعَ، فَاحْبِسْ الغَضَبَ وامْنَع الغَضَبَ فلاَ تُنَفِّذْهُ ولاَ تَعْمَلْ عملاً يُمْلِيهِ عَلَيكَ الغَضَبُ فتَنتَقِم، ولِذَا قَالَ (صلى الله عليه وسلم): «لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ»، وفي روايةٍ: «لَيْسَ الشَّدِيدُ مَنْ غَلَبَ النَّاسَ إِنَّمَا الشَّدِيدُ مَنْ غَلَبَ نَفْسَهُ»[«صحيح الترغيب والترهيب» (2750)]. «أي: ليس القَوِيُّ في الصُّرَعَة الَّذي يُكثِر صَرْعَ الناسِ فيَطرَحُهُم ويَغْلِبُهم. هذا يُقال عنهُ عندَ الناس إِنَّهُ شديدٌ وقَوِيٌّ ولكِن النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم) يقولُ ليسَ هذا هُو الشَّدِيدُ حقيقةً إِنَّمَا الشَّديدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عندَ الغضبِ، أي: القويُّ حقيقةً هُو الَّذي يَصْرَعُ نَفْسَهُ إذا صَارَعَتْهُ وغَضِبَ مَلَكَهَا وتَحَكَّمَ فِيهَا؛ لأنَّ هذه هِيَ القُوَّة الحقيقيّة.. قُوّة داخليّة مَعنويّة يَتَغَلَّبُ بها الإنسانُ على غَضَبِهِ ويَتَغَلَّبُ بِهَا على الشَّيطان»[«شرح رياض الصالحين» لابن عثيمين]؛ لأَنَّ الغضبَ مِن مَدَاخِلِ الشيطانِ على الإِنسان، وهُو الَّذي يُزَيِّنُ لَهُ الغَضَبَ ويُحرِّكُهُ فِيهِ. وجاءَ في روايةٍ أنَّ النَّبِيَّ (صلى الله عليه وسلم) مَرَّ على قومٍ يَتصَارَعُون يُظْهِرُونَ بذلِكَ قُوَّتَهُم وشِدَّتَهُم فقال لهُم: «أَفَلاَ أَدُلُّكُم عَلَى مَا هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ؟ رَجُلٌ ظَلَمَهُ رَجُلٌ، فَكَظَمَ غَيْظَهُ – والغَيْظُ شِدَّةُ الغضبِ وكَظَمَ غَيْظَهُ أي: حَبَسَ غَضَبَهُ-؛ فغَلَبَهُ – أي: غَلَبَ غَضَبَهُ-، وغَلَبَ شَيْطَانَهُ، وغَلَبَ شَيْطَانَ صَاحِبِهِ»[«الصّحيحة» (3295)].
ففِي قَولِهِ (صلى الله عليه وسلم): «لاَ تَغْضَبْ»: «الحَثُّ على أَن يَمْلِكَ الإِنسانُ نَفْسَهُ عِندَ الغَضَبِ وأَنْ لاَ يَسْتَرْسِلَ فِيهِ؛ لأَنَّهُ يَندَمُ بَعدَهُ، كثيرًا ما يغضبُ الإِنسانُ فيقول كلمة الكفر، ورُبَّمَا سَبَّ الإِنسانُ نَفسَهُ أو سَبَّ دِينَهُ أو سَبَّ رَبَّهُ، أو يُطَلِّقُ امرأَتَهُ، ورُبَّما تَكُونُ هذه الطَّلْقَةُ آخرَ تَطلِيقَةٍ. ثُمَّ تَجِدُ الإِنسانَ مِن حينِ أَن يَتَصَرَّفَ يَبْرَدُ ثُمَّ يَنْدَمُ نَدَمًا عَظِيمًا، ومَا أَكثرَ الَّذِين يَسْأَلُون: غَضِبْتُ على زَوجَتِي فطَلَّقْتُهَا ثلاثًا وما أَشْبَهَ ذلِكَ، فأَنْتَ لاَ تَغْضَبْ؛ فإِنَّ الغَضَبَ لاَ شَكَّ أَنَّهُ يُؤَثِّرُ على الإِنسانِ حتَّى يَتَصَرَّفَ تَصَرُّفَ المَجَانِينِ.. كثِيرًا ما يَغضَبُ الإِنسانُ فيُتْلِفُ مَالَهُ إِمَّا بالحَرْقِ أو بالتَّكْسِيرِ، كثيرًا ما يَغضَبُ على ابْنِهِ حتَّى يَضْرِبَهُ ورُبَّمَا مَاتَ بضَرْبِهِ، وكذلِكَ يَغْضَبُ على زوجتِهِ مثلاً فيَضرِبُهَا ضَرْبًا مُبْرِحًا ومَا أَشبَهَ ذلك من الأشياء الكثيرة الَّتِي تَحْدُثُ للإِنسانِ وقتَ الغَضَبِ»[«شرح رياض الصالحين» لابن عثيمين].
ولأَجْلِ هذا قالَ الرَّجُلُ: «ففَكَّرْتُ حِينَ قَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) مَا قَالَ، فإِذَا الغَضَبُ يَجْمَعُ الشَّرَّ كُلَّهُ».
ـ ولأَجْلِ هذا لمَّا سَأَلَ ابنُ عمر (رضي الله عنهما) رسولَ اللهِ (صلى الله عليه وسلم): «مَا يُبَاعِدُنِي - أو قال: مَا يَمْنَعُنِي- مِنْ غَضَبِ اللهِ عزَّ وجلَّ؟» قال: «لاَ تَغْضَبْ»[«صحيح الترغيب والترهيب» (2747)].
وكان أَبُو الدَّرداء (رضي الله عنه) يقول: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ العَبْدُ مِنْ غَضَبِ اللهِ إِذَا غَضِبَ».
ـ وجاءَ مِن روايةِ أبي الدرداء (رضي الله عنه) قال: «قال رجلٌ لرَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم): دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يُدْخِلُنِي الجَنَّةَ». قال رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم): «لاَ تَغْضَبْ ولَكَ الجَنَّة»[«صحيح الترغيب والترهيب» (2749)]. وهَذا لأَنَّ البُعْدَ عن الغضب بُعدٌ عن أسبابِ غضبِ الله تعالى والَّتي يَحْرِصُ الشيطانُ على أن يُوقِعَ الإِنسانَ فِيهَا، وهُوَ بُعْدٌ عن الآثامِ وكثيرٍ من السَّيِّئات الَّتِي تَحُولُ بينَ الإِنسانِ وبينَ الجنَّةِ، والبُعْدُ عن الغَضبِ مِن حُسْنِ الخُلُقِ الَّذِي هُوَ مِن أَعْظَمِ أسبابِ دُخُولِ الجَنَّةِ، فمَن لَمْ يَغْضَبْ حَسُنَ خُلُقُهُ، ومَن حَسُنَ خُلُقُهُ فَلَهُ الجنَّة، وأَهْلُ الجَنَّةِ كُلُّ لَيِّنٍ هيِّنٍ سَهْلٍِ يَأْلَفُهُ النَّاسُ، وهذا لا يَجتمِعُ مَعَ مَنْ يَغْضَبُ.
ـ وعَلَيهِ فمَن تَرَكَ الغَضَبَ حَسُنَتْ أَخلاَقُهُ وخَفَّ على النَّاسِ مُعَاشَرَتُهُ وسَهُلَ عليهم إِلْفُهُ وأَحَبُّوهُ، فعَاشَ بَينَهُمْ سيِّدًا. وبالعَكسِ مَن كانَ يَغْضَبُ سَاءَتْ أَخْلاَقُهُ واسْتَثْقَلَهُ النَّاسُ لأَجْلِ ذلِكَ وصَعُبَ عَلَيهِم مُعَاشَرَتُهُ فكَرِهُوهُ ونَفَرُوا مِنهُ وتَرَكُوهُ، فعَاشَ بَينَهُم مَنْبُوذًا، وشَرُّ النَّاسِ مَنِ اتَّقَاهُ النَّاسُ لأَجْلِ فُحْشِهِ.
ـ هُنَاكَ أَسبَابٌ لتَخفيفِ الغَضَبِ ودَفْعِهِ بَعدَ وُجُودِهِ، هيَ أَدْوِيَةُ الغَضَبِ، مِن أَهَمِّهَا:
1 ـ أَنْ يَذْكُرَ فَضِيلَةَ الحِلْمِ والعَفْوِ ومَا وَرَدَ في الكَظْمِ لِلغَيْظِ مِنَ الأَجْرِ، وأَن يَذكُرَ مَا يُحِبُّهُ اللهُ مِنَ العَفْوِ والكَظْمِ: يَتَذَكَّرُ الإِنسانُ مَا أَعَدَّهُ اللهُ لمَن حَبَسَ غَضَبَهُ وكَظَمَ غَيْظَهُ فلَم يُنَفِّذْهُ ولَم يَنْتَقِمْ ولَم يُعَاقِبْ، ولَمْ يَجْزِ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ﴾[الشورى: 37 ] وَقَوْلِهِ: ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِى السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ﴾[آل عمران: 134].
فَـ«مَدَحَ اللهُ تعالى الَّذِين يَغفِرُونَ عِندَ الغَضَبِ وأَثْنَى عَلَيهِم، وأَخْبَرَ أَنَّ مَا عِندَهُ خَيْرٌ وأَبْقَى لهُم مِن مَتَاعِ الحياةِ الدُّنيا وزِينَتِهَا، وأَثْنَى على الكَاظِمِينَ الغَيْظَ والعَافِينَ عن النَّاسِ، وأَخبَرَ أَنَّهُ يُحِبُّهُم بإِحسَانِهِم فِي ذَلِكَ»[«شرح صحيح البخاري» لابن بطال]. ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ﴾، «أي: الَّذِين إِذَا اغْتَاظُوا، أي: اشْتَدَّ غَضَبُهُم كَظَمُوا غَيْظَهُم ولم يُنَفِّذُوُه وصَبَرُوا على هذا الكَظْمِ وهذا الكَظْمُ مِن أَشَدِّ مَا يَكُونُ على النَّفْسِ»[«شرح رياض الصالحين» لابن عثيمين].
عن ابن عمر (رضي الله عنهما) قال: قال رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم): «مَا مِنْ جُرْعَةٍ أَعْظَمُ أَجْرًا عِنْدَ اللهِ مِنْ جُرْعَةِ غَيْظٍ كَظَمَهَا عَبْدٌ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ»[«صحيح الترغيب» (2752)].
وعن معاذ بن أنس (رضي الله عنه) أَنَّ رسولَ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) قالَ: «مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَفِّذَهُ دَعَاهُ اللهُ سبحانه عَلَى رُؤُوسِ الخَلاَئِقِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنَ الحُورِ العِينِ مَا شَاءَ»[«صحيح الترغيب» (2753)].
2 ـ ومِنها: ما جاءَ عن سُلَيمَان بن صُرَدٍ (رضي الله عنه) قال: اسْتَبَّ رَجُلانِ عِندَ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) فجَعَلَ أَحدُهُمَا يَغْضَبُ ويَحْمَرُّ وَجْهُهُ وتَنْتَفِخُ أَوْدَاجُهُ فنَظَرَ إِلَيهِ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم) فقال: «إِنِّي لأَعْلَمُ كلمةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ ذَا عَنْهُ: أَعُوذُ باللهِ مِن الشيطان الرجيم»[البخاري(3282) ومسلم(2610)].
فَـ«الاِستِعَاذَةُ بِاللهِ من الشيطانِ الرَّجِيم تُذْهِبُ الغَضَبَ، وذلِك أنَّ الشيطانَ هُوَ الَّذِي يُزَيِّنُ لِلإنسانِ الغَضَبَ وكُلَّ مَا لاَ تُحْمَدُ عَاقِبَتُهُ ليُرْدِيَهُ ويُغْوِيَهُ ويُبْعِدَهُ مِن رِضَا اللهِ تعالى، فالاِستعاذةُ باللهِ تعالى مِنْهُ مِن أَقْوَى السِّلَاحِ عَلَى دَفْعِ كَيْدِهِ»[«شرح صحيح البخاري» لابن بطال]. فإِذا أَحَسَّ الإِنسانُ بالغَضَبِ وأَنَّ الغَضَبَ سيَغْلِبُهُ قالَ: أَعُوذُ باللهِ مِن الشَّيطان الرَّجيم.
3 ـ ومنها: «أَن يجلِسَ إِن كان قائِمًا ويَضطجِعَ إِن كان قَاعِدًا، يَعنِي: يَضَعُ نَفسَهُ ويُنْزِلُهَا مِنَ الأَعلَى إلى الأَدْنَى، فإِن كان قائِمًا جَلَسَ وإِن كان جَالِسًا اضْطَجَعَ؛ فإِنَّ هذا يُطْفِئُ الغَضَبَ»[«شرح رياض الصالحين» لابن عثيمين]. فإِذَا أَحْسَسْتَ بِالغَضَبِ فتَحَوَّل عَن الحَالَةِ والهَيْئَةِ الَّتِي أَنْتَ عَلَيهَا.
4 ـ ومنها: لُزُومُ الصَّمْتِ وتَرْكُ الكَلاَمِ، قال الإمامُ البُخاريّ في كتاب الأدب المفرد (صحيح الأدب المفرد، رقم 966): «بَابٌ يَسْكُتُ إِذَا غَضِبَ»، وأَوْرَدَ حديثَ ابن عباسٍ (رضي الله عنهما) قال: قال رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم): «.. وإِذَا غَضِبْتَ فَاسْكُتْ (مَرَّتَينِ)».
5 ـ ومنها: الوُضُوء، أو الاِسْتِنْشَاقُ، «رُوِي أَنَّ عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) غَضِبَ يَومًا فَاسْتَنْشَقَ وقَالَ: إِنَّ الغَضَبَ مِنَ الشَّيطَانِ وإِنَّ هَذَا يُذْهِبُهُ»[«التنوير شرح الجامع الصغير» للصنعاني (2/390)]