يَا أهلَ البَلاَء!... لَكُمْ أُسْوَةٌ بِنَبِيِّ اللهِ أَيُّوب
أُلقِيَت يوم الجمعة 22 ذي الحجة 1435هـ- 17 أكتوبر 2014م.
عباد الله! نتحدَّثُ إليكم اليومَ عن عبدٍ مِن عبادِ اللهِ لم يبتلِ اللهُ عبدًا بمثل بلائِهِ، ولم يصبر أحدٌ كصبرِهِ، هُو غايةٌ في الصبر، وبهِ يُضربُ المثلُ في ذلك، إنه نبيُّ اللهِ أيُّوب (عليهِ السّلام).
ذكر اللهُ تعالى بَلاءَه في كتابه في موضعين مِن كتابه، في سورةِ [الأنبياء:83-84]. وفي سورةِ [ص:41-44]، قال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ﴾... فلنَذكر إذن عبدَ اللهِ أيوب، لنَذكُره في بلائه ومحنته، لنَذكُرهُ في تحمّله وصبره، لنَذكُرهُ في تَفريجِ اللهِ عنهُ وإِزالةِ ما بِهِ...
كان أيّوب (عليه السّلام) أحدَ الأغنياء مِن الأنبياء، كان لهُ من الدّوابّ والأنعام والحَرث شيءٌ كثير، وأراضٍ متّسعة ومنازل مرضيّة، فابتُلي بذلك كلّه، وذهبَ عن آخره، وهُو في ذلك صابرٌ، صبرَ وعَلِمَ أنّهُ مِن عندِ اللهِ... وامتحنهُ اللهُ بذهاب أهله،كان لهُ أولادٌ كثيرون، فأَهلكَهُم اللهُ وماتُوا جميعًا، لم يَبقَ منهُم أحدٌ حيًّا. فصبر وحمِد اللهَ وعَلِم أنهُ من عندِ اللهِ... ثمّ ابتُلي في جسده بالجُذَام، سرَى في سائر بدنه، امتحنه بالضُّرّ في جسمه حتّى تناثر- تمزَّق- لحمُه وتَدَوَّدَ جِسمُهُ، ولم يبقَ مِنهُ موضعٌ سليمٌ سِوَى قلبِه ولسانِه، يَذكُرُ بهما اللهَ (عزّ وجل)، فصبر وحمِد اللهَ وعلِم أنّه مِن عندِ اللهِ... وطال بهِ البلاءُ، طال جدًّا، «لبثَ به بلاؤُهُ ثماني عشرة سنة»[1]، حتَّى عَافَهُ الناسُ ومَلُّوهُ، وتركوهُ، بل وأخرجوهُ مِن قريتهم، وأَلقَوهُ في الموضع الّذي يَجعلون فيهِ كُنَاسَتَهُم، أي: في المزبلة!
«وهُوَ في ذَلِكَ كُلِّهِ صابِرٌ ومُحتَسِبٌ، ذاكِرٌ للهِ في ليلِه ونهارِه وصباحِه ومسائِه».
ولم يبق من الناسِ أحدٌ يَحْنُو عليهِ سوى رجلينِ من إخوانه كانا يَزُورانِه المرّة بعد المرّة، وسِوى زوجته، كانت تقوم بأمره، وتنهض به إلى حاجته، وكانت تُطعِمه، حتَّى إنَّها احتاجت فصارت تخدم في البيوت بأُجرةٍ مِن أجله، مِن أجل أن تأتيه بطعامٍ...فكانت امرأةً بارّة صدّيقة مجاهدة مُكابِدة حافظة لإحسان زوجها القديم، وكانت كذلك امرأةً صابرةً على البلاء الذي أصابها في زوجها وفي نفسها أيضًا، فبعدَ النّعمة والسّعادة والخِدمة، كانت تُخدَم فصارت تَخدِم الناس...
وفي يومٍ من الأيّام قال أحدُ الرّجلين مِن إخوانه، قال أحدهما صاحبه: إنّ أيّوب قد أذنب ذنبًا عظيمًا، ولولا ذاك لكان اللهُ يَرحمُهُ، إنَّ اللهَ لم يرحمه، فلمّا دخلا على أيّوب لم يصبِر ذاك الرّجل حتّى قال لأيوب ما قال صاحبُه، فحينها حزن أيوب حُزنًا شديدًا، وقال لهما: إنّي لا أدري ما تقولان؟! ولكن يَعلمُ اللهُ أنّي كنتُ أمرُّ بالرجلين يتنازعان فيَذكران الله (أو يَحلفان بالله) على غير حقٍّ، أحدُهما أو كلاهُما، فأَرجعُ إلى بَيتِي فأُكَفِّر عنهما كراهيةَ أن يُذكر اللهَ على غير الحقّ، هكذا بلغ أيّوب في تقوى اللهِ وتعظيم ربّه سبحانه، يأتي بالكفَّارَة نِيابةً عن الناس فيما يأتونهُ مِن استخفاف بحقِّ اللهِ وبعظمتهِ. أترى رجلاً مثلَ هذا، ما هُو الذنبُ الذي لم يَرحمهُ اللهُ لأجلهِ؟
كان نبيُّ الله أيوب فيما يُروَى قد أَنساهُ اللهُ الدُّعاء وألهمهُ الذّكر، إلى أن جاءت هذه الحادثة ووافقت قدرَ اللهِ في انتهاءِ الأجل الذي أَجَّلَهُ اللهُ تعالى لأيوب، فبلغ الكتابُ أجله ووصلَ البلاءُ إلى نهايتِه، فانطلق لسانُ أيوب بالدعاء[2]، فقال كما حكى اللهُ عنهُ: ﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ . فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ﴾[الأنبياء:83-84] .
﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ﴾، «أي: دعا ربَّهُ». رُوي عن بعض السَّلَف قال: «دخلنا على الحَسَن وهُو يَشتَكِي ضِرْسَهُ وهُو يَقولُ: مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ! اقتدَى بأَيُّوب (عليه السَّلام) في دُعائِهِ ليُستجابَ لهُ كما استُجِيبَ لأَيُّوب»[3]. فنبيُّ اللهِ أيّوب قُدوةٌ لنا في هذا الدُّعاء، فاللهُ تعالى رضيَ عن دُعائِه وأجابَه في نِدائِه.
خرجت امرأةُ أيوب بهِ ليَقضي حاجته، وبينما هي تنتظرُه، قيلَ لنبيِّ اللهِ أيّوب كما حكى اللهُ تعالى: ﴿ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ﴾[ص:41-44]. فركض برِجلِهِ (دفعَ الأرضَ بقُوّةٍ بِرجلِه) فنَبَعَت عينُ ماءٍ باردٍ فاغتَسلَ بِهِ، فذهبَ الدَّاءُ مِن ظاهره، ثمّ شرب منهُ فذهب الدَّاءُ من باطنه.
أَذهبَ اللهُ عنه ما كان يجدُه من الألم والأذى والسّقم والمرض، الذي كان يجدهُ ظاهرًا وباطنًا، وأَبدلَهُ اللهُ بعد ذلك كلِّهِ صحةً ظاهرةً وقوّةً وجمالاً تامًّا. فلمّا أبطأ أيوبُ عن امرأته ذهبت تطلبُهُ، فخرج عليها فلم تَعرفه، وقالت له: هل رأيتَ نبيَّ اللهِ ذاكَ المُبتَلَى؟ ثمّ قالت لهُ وهي تُحقّق النّظر فيه: إنّي لم أَرَ رجلاً أَشبَهَ بهِ مِنكَ لمّا كان صحيحًا، فتبسَّم وقال لها: أنا هُوَ.
قال تعالى: ﴿وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا﴾[الأنبياء:83-84] ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا﴾[ص:41-44]، «كان بَنُوهُ قد ماتُوا، فأحياهُم اللهُ (عزّ وجلّ)، ووُلِد لهُ مِثلُهُم معهُم»، فجعلَ اللهُ لهُ القُوّةَ والشّبابَ وجعل لامرأته مِن القوّة والشّباب كذلك فوَلدت له وكَثُرَ نَسْلُهُ.
قال تعالى: ﴿رَحْمَةً مِنَّا﴾ بهِ على صبره وثباته وإِنَابَتِه وتَواضُعِه واستِكَانَتِه.
وأيضًا رزقهُ اللهُ مالاً كثيرًا، حتّى صبَّ لهُ مِن المال صبًّا، مطرًا عظيمًا، كان لأيوب بَيْدَرَان: بَيدَرٌ كان لشعيره وبَيدَرٌ كان لقَمحه، فجاءت سحابتان، صَبَّت إِحداهُما في بَيدَرِ القَمح الذَّهبَ حتَّى فَاضَ، وصَبَّت الأخرى في بَيْدَر الشّعير الفِضّةَ حتّى فَاضَ[4].
قال تعالى: ﴿رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ﴾[الأنبياء:83-84]«عظةً وعِبرةً لهُم»، ﴿وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ﴾: «عِبرةً لأَهلِ البَلاء وعَزَاءٌ للصَّابرِين»، ﴿وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ﴾: «أي: وتذكيرًا للعباد؛ لأنَّهُم إذا ذَكرُوا بَلاءَ أيُّوب وصَبرَه عليهِ ومِحنَتَهُ لهُ، وهُو أَفضلُ أهل زمانه، وَطَّنُوا أَنفُسهُم على الصَّبرِ على شدائدِ الدُّنيا»، ﴿وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ﴾: «ليَتَّعِظَ العابِدُون فيما يُصِيبُهُم مِن المِحَن بأَيُّوب، فيَصبِرُوا ويَحتَسِبُوا ذلك عندَ اللهِ،كما فعلَ أيّوب».
فاللهُ تعالى جعل لنا أيّوب في بَلائِه وصبرِه قُدوةً؛ «لئلاَّ يَظنَّ أَهلُ البلاءِ إنَّما فعلنا بهِم ذلكَ لهَوَانِهِم عَلَينَا»، فأيوبُ مِن أَكرمِ عبادِ اللهِ على اللهِ، وهُو أَكرمُهم في زمانه.
﴿وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ﴾: «ليَصبرُوا على الشَّدائدِ كما صَبرَ ويَلجَأُوا إلى اللهِ فِيمَا يَحِيقُ بهِم كما لَجَأَ، ليَفعلَ بهِم كما فَعلَ بِهِ مِن حُسنِ العَاقبةِ».
وقال تعالى في الآية الأخرى: ﴿رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾[ص:41-44]، «سَلَّطنَا عليهِ البلاءَ أوّلاً فصَبَرَ، ثمّ أَزَلنَا عنهُ البلاءَ وأَوصَلْنَا إِليهِ النَّعماءَ تَنبيهًا لأُولِي الأَلبابِ على أَنَّ مَن صَبَرَ ظفِرَ».
﴿وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾: «لِذَوِي العُقولِ ليَعلمُوا أَنَّ عَاقبةَ الصَّبرِ: الفَرَجُ والمَخرَجُ والرَّاحَةُ».
قال محمّد بن كعب القُرظي (رحمه الله): «أَيُّمَا مُؤمنٍ أَصَابَهُ بَلاَءٌ، فَليَذكُر ما أَصابَ أيُّوب، وليَقُل: إِنَّهُ قَد أَصابَ مَن هُو خيرٌ مِنِّي أَعظَمُ مِن هَذَا».
فهذِهِ: «تَذكرةٌ لمن ابتُلي في جسده أو ماله أو ولده، فلَهُ أُسوَةٌ بنبيِّ اللهِ أيُّوب حيثُ ابتلاهُ اللهُ بما هُو أَعظمُ مِن ذلكَ فصَبَرَ واحتَسَبَ حتَّى فَرَّجَ اللهُ عَنهُ»، «فَرَّجَ اللهُ عَنهُ، وعَظَّمَ لَهُ الأَجْرَ، وأَحْسَنَ عليهِ الثَّنَاءَ».
«ففِي كُلِّ قَدَرٍ قَدَّرَهُ اللهُ على العبدِ المؤمنِ خَيرٌ لهُ، إمَّا في عاجلِ أَمرِهِ، أو آجِلِهِ»[5]، «يَفعلُ [اللهُ] مَا يَشاءُ ويَبتَلِي عبادهُ بِما يَشَاء، ليُكَفِّرَ عنهُم سيِّئاتهم، وليُثِيبَهُم بِمَا أَصابَهُم».
كان أيّوبُ حَلَفَ في مرضه أن يضربَ امرأتَه مائةَ جلدة في أمرٍ فعلته، أخطأت فيهِ، فكيف يحنث نبيُّ اللهِ في يَمِينه ونَذرِهِ؟ وكيفَ يَضرب امرأته بعد حُسنِ خِدمتِها إيَّاهُ ورِضَاهُ عَنهَا؟ يَصعُب هذا وهذا على أيُّوب... وكيفَ بهذه المرأة البارّة المُكابِدَة الحافِظة للعَهد، أن تُجَازَى بعد هذا بالضّرب؟ «فجعل اللهُ خلاصًا مِن يمينه، فحَلَّلَ اللهُ يَمِينَهُ بأَهوَنِ شيءٍ عليهِ وعليها»، «جبرَ اللهُ زَوجتهُ بحُسنِ صَبرِها أَن أَفتَاهُ في ضَرْبِها فسَهُلَ الأمرُ»، قال تعالى: ﴿وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا﴾، وهو حُزمةٌ مِن أَعوادٍ أو حَشِيش، ﴿وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ﴾، «وهذا مِن الفَرَجِ والمَخرَجِ لمن اتَّقَى اللهَ وأَنَابَ إليهِ»، قال تعالى: ﴿إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾، «أي: على البلاء»، ﴿نِعْمَ الْعَبْدُ﴾، تَشرِيفٌ لهُ، ﴿إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾، «أي: توّابٌ رجّاعٌ مُطيعٌ».
الخُطبة الثّانية:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) عَنِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) قَالَ: «بَيْنَا أَيُّوبُ يَغْتَسِلُ عُرْيَانًا فَخَرَّ عَلَيْهِ جَرَادٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ أَيُّوبُ يَحْتَثِي فِي ثَوْبِهِ، فَنَادَاهُ رَبُّهُ: يَا أَيُّوبُ! أَلَمْ أَكُنْ أَغْنَيْتُكَ عَمَّا تَرَى؟ قَالَ: بَلَى وَعِزَّتِكَ، وَلَكِنْ لاَ غِنَى بِي عَنْ بَرَكَتِكَ»[6] أو: «عن بركاتك»[7]، وفي روايةٍ: «ألم أُوَسِّع عَلَيكَ؟ قالَ: بلَى، ولكِن لا غِنَى بِي عَن فَضلِكَ»[8]، وفي روايةٍ: «بلى ولكِن لا غِنى لي عَن رَحمتِكَ»[9]، وفي رواية: «ومَنْ يَشْبَعْ مِن رَحمتِكَ -أو قال- مِن فَضلِكَ»[10].
كان الإمام الشافعيُّ (رحمه الله) يقولُ في هذا الحديث: «نِعْمَ المَالُ الصَّالِحُ للرَّجُلِ الصَّالِحِ»[11].
ـ وفي هذا الحديث: فَضلُ الغِنَى، فقد سمَّاهُ بَركةً، فمَن ازداد مِن هذا المال فقد ازداد مِن البركة. وهذا فيمن وثِقَ مِن نَفسِه الشُّكرَ عليهِ وأنّه يَصرفُه فيما يُحبُّ ربُّهُ ويَرضاهُ[12]. أمَّا مَن كان يخشى على نفسه أن يُطغيه هذا المال ويُنسِيه ذِكرَ ربِّهِ، فليَتقَلَّل مِنهُ، قال (صلى الله عليه وسلم): «مَا قَلَّ وكَفَى خَيرٌ مِمَّا كَثُرَ وأَلْهَى».
ـ وفي هذا الحديث: الحِرص على الاستكثارِ مِن الحلال[13] ، فإنّ هذا لا بأسَ بهِ ولا حرجَ فِيهِ، بالشّرطِ السابق، أي: إذا وَثِقَ مِن نفسِه أنّه لا يَتجاوزُ ذلك إلى الحرام أو ما فيهِ شُبهةُ الحرام، أو يَستَولي ذلك على قَلبه فيُعمِيهِ ويُنسِيهِ ويُلهِيهِ.
[1] - «السّلسلة الصحيحة» (17).
[2] - «فتح الباري» (6/421).
[3] - «تفسير البسيط» للواحدي.
[4] - «السّلسلة الصحيحة» (17).
[5] - «تفسير الهداية» لمكي القيسي.
[6] - البخاري (279).
[7] - «سنن النسائي» (407).
[8] - مسند أحمد (10638).
[9] - «التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان» (6196).
[10] - مسند أحمد (8038). انظر: «فتح الباري» (6/421).
[11] - «مرقاة المفاتيح» لعلي القاري (12/385).
[12] - «فتح الباري» (6/421) و«مرقاة المفاتيح» لعلي القاري (16/346).
[13] - «فتح الباري» (6/421).