منتدى روعة روعه روعة روعه

أهلا وسهلا شرفت أخواتك وأخوانك بقدومك الميمون وحضورك المشرف أتمنى كل التوفيق من الله لك واتمنى ان تستفيد وتفيد أتمنى لكِ كل فائدة في هذا الصرح الكبير والله يحفظك ويرعاك
ونحن نتشرف بتسجيلك معنا
منتدى روعة روعه روعة روعه

أهلا وسهلا شرفت أخواتك وأخوانك بقدومك الميمون وحضورك المشرف أتمنى كل التوفيق من الله لك واتمنى ان تستفيد وتفيد أتمنى لكِ كل فائدة في هذا الصرح الكبير والله يحفظك ويرعاك
ونحن نتشرف بتسجيلك معنا
منتدى روعة روعه روعة روعه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى روعة روعه روعة روعه

 
البوابةالبوابة  الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخول  التسجيلالتسجيل  

 

 العِنايةُ بالقُلُوب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 1145
نقاط : 19323433
تاريخ التسجيل : 17/08/2011
العمر : 28
الموقع : الجزائر

العِنايةُ بالقُلُوب Empty
مُساهمةموضوع: العِنايةُ بالقُلُوب   العِنايةُ بالقُلُوب Emptyالخميس أغسطس 11, 2016 5:23 pm

(03)

أُلقِيت يوم الجُمعة 06 رمضان 1435هـ مُوافق: 04 جويلية 2014م.

لا يزالُ الحديثُ موصولاً عن أَسبابِ مَرضِ القُلوبِ وقَسوتِها، وأَسبابِ شِفاءِ القُلوبِ وصحَّتِهَا، فنَقولُ وباللهِ التَّوفِيق:

ـ مِن أَسبابِ قَسوةِ القُلوب: كَثرةُ الأَكل وامتِلاءُ البَطنِ ومُجاوَزَةُ الحَدِّ في الشِّبَع.

قالَ (صلى الله عليهِ وسلَّمَ): «ما مَلأَ آدميٌّ وِعَاءً شَرًّا مِن بَطنِهِ، بحَسْبِ ابنِ آدمَ أُكُلاتٌ [وفي روايةٍ: لُقَيمَاتٌ] يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فإِنْ كانَ لاَ مَحالةَ [فإِنْ غَلَبَت الآدَمِيَّ نَفْسُهُ] فثُلثٌ لطعامِهِ، وثُلثٌ لشَرابِه، وثُلثٌ لنَفَسِهِ»، وفي روايةٍ: «فَإِنْ كَانَ لاَ بُدَّ فثُلثٌ طَعَامٌ وَثُلُثٌ شرابٌ وثُلثٌ نَفَسٌ»[1].
امتلاءُ البَطن يُؤدِّي إلى مفاسِد دِينيَّةٍ ومفاسِد دُنيويَّةٍ، ومَن وُقِيَ شَرَّ بَطنِهِ فقَد وُقِيَ شَرًّا عظِيمًا.
يَكفِي ابنَ آدمَ لُقَيمَاتٌ، أُكُلاتٌ بقَدرِ ما يَحفظُهُ مِن السُّقوط ويَتقوَّى بهِ على الطَّاعة، ويَزُولُ عنهُ تَشوُّش الذِّهن بسببِ الجُوع. فإِن أَبَى ابنُ آدمَ إلاَّ أَن يَزِيد، فلتَكُن القِسمةُ ثُلاثيَّةً: ثُلثٌ يَجعلهُ لمَأكولهِ وثُلثٌ يَجعلهُ لمَشرُوبهِ وثُلثٌ يَتركُه فارِغًا ليتَمكَّن مِن التَّنفُّس.
وهذا فيهِ فوائدُ بدنيةٌ وفوائدُ دِينيةٌ.
أمَّا الفوائِد الدُّنيوية: فإِنَّ امتِلاء البطنِ يُؤدِّي إلى الأَمراض والأَسقام والعِلَل، وقديمًا قالت الحُكماءُ: «المعِدَة بَيْتُ الدَّاء» أو: «البِطنَةُ رَأْسُ الدَّاء»[2]. فالتَّقليلُ مِن الأَكلِ أَحفَظُ للصِّحَّة، ومَن طَبَّقَ هذهِ الحِكمة النَّبويَّة لا يَحتاجُ معها إلى الطَّبِيب ولا إلى دكاكِين الصَّيادِلة! [3]
وأمَّا الفوائدُ الدِّينيَّة: فإِنَّ التَّقليلَ مِن الأَكل والاِكتِفاء باليَسيرِ مِنهُ يَحصلُ للإِنسانِ بهِ نَوعُ صَفاءٍ ورِقَّةٍ. فأَعظمُ الفوائِد: صَفاءُ القَلب ورٍقَّةُ القَلب[4]، أمَّا امتِلاءُ البَطن فإِنَّهُ يُعمِي القَلبَ:
قال بعضُ السَّلَف: «ما قَلَّ طعامُ امرِىءٍ إلاَّ رَقَّ قلبُهُ ونَدِيَت عَينَاهُ».
وقال بعضُهم: «إيَّاكُم والبِطْنَة، فإنَّها تُقَسِّي القَلبَ».
وقال آخر: «كانَ يقالُ: مَن أَحَبَّ أَن يُنَوَّرَ قَلبُهُ فليُقِلَّ طعامَهُ».
وقال آخر: «إِنَّ النَّفسَ إِذا جَاعَت وعَطِشت صَفِيَ القَلبُ ورَقَّ، وإِذا شَبِعَت ورَوِيَت عَمِيَ القَلبُ».
وقِيل للإِمام أحمد: «أَيَجِدُ الرَّجُلُ رِقَّةً مِن قَلبِه وهُو يَشبَع؟ قال: مَا أَرى هذا»[5].
ولهذا المعنى: شَرعَ اللهُ الصِّيام، فتَجِدُ الصَّائمَ قد صَفِيَ ورَقَّ قَلبُهُ.
فعلى هذا مِن رحمةِ اللهِ بنا أن شرعَ لنا الصِّيامَ مِصفاةً لقُلُوبِنَا.
ـ ومِن فوائِد التَّقليل مِن الأَكل: أَنَّهُ يَحصلُ بِهِ للنَّفسِ انكِسارٌ وتواضُعٌ، وفي المُقابلِ: البِطْنَةُ تُورِثُ الكِبْرَ والتَّعَالِي، والكِبْرُ – كما قالَ (صلى الله عليهِ وسلَّمَ)- «بَطَرُ الحَقِّ»[6]، أي: رَدُّ الحَقِّ.
قال إبراهيم بنُ أَدهَم: «الشِّبَعُ يُمِيتُ القلبَ، ومِنهُ يكونُ الفَرَح والمَرَحُ والضَّحِك». مِنهُ يَكونُ الفَرحُ الَّذِي قالَ اللهُ: ﴿لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ﴾، ومِنهُ يَكونُ المَرَحُ الَّذي قالَ اللهُ: ﴿وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا﴾، ومِنهُ يَكُونُ الضَّكِكُ الَّذي قالَ رسولُ اللهِ (صلى الله عليهِ وسلَّمَ): «وإِيَّاكَ وكثرَةَ الضَّحِكِ؛ فإِنَّ كثرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ القَلبَ»[7]. ومِن هذهِ يَكُونُ مَبدأُ الطُّغيَان[8].
ولِذا كانَ بَعضُ السَّلَف «يَدَعُ كثيرًا مِن الشِّبَع مَخافةَ الأَشَر (أي: الكِبْرُ والتَّعَاظُمُ)» [9].
وقد ذمَّ النَّبيُّ (صلى الله عليهِ وسلَّمَ) أصحابَ الشِّبَعِ بأَنَّهُ يكونُ منهُم مَن يجحَدُ السُّنَّة ويَدَّعي دعوى خطيرةً في الدِّين؛ بأنَّهُ لا حاجةَ لنا إلى السُّنَّة! قالَ (صلى الله عليهِ وسلَّمَ): «أَلاَ إِنِّي أُوتِيتُ الكتابَ ومِثلَهُ مَعهُ، ألاَ يُوشِكُ رجلٌ شَبْعانُ! على أَرِيكَتِهِ يَقولُ: عَليكُم بهذا القُرآن، فمَا وجدتُّم فيهِ مِن حلالٍ فأَحِلُّوهُ، وما وَجدتُّم فيهِ مِن حرامٍ فحَرِّمُوهُ...» [10]، وفي روايةٍ: «يُوشِكُ شَبْعَانُ! على أَرِيكتِهِ يقولُ: بَينَنا وبَينَكُم هذا الكِتاب...».
ـ ومِن مفاسدِ امتِلاء البَطن وكثرةِ الأَكل: الكَسَل والتَّثاقُل عن العبادة.
قال بعضُ السَّلَف: «قِلَّةُ الطَّعامِ عَونٌ على التَّسرُّع إلى الخَيرات»[11].
ـ ومِن فوائدِ التَّقليل مِن الأَكل: أنَّ مَن تَعوَّد قِلَّةَ الأَكلِ كَفاهُ مِن المَالِ القَدر اليَسِير[12]، أمَّا مَن تَعوَّد كثرةَ الأَكل وأَن يَكون على مائدتهِ ألوانٌ شتَّى مِن الطَّعامِ فلاَ يَكفِيهِ ما عِندهُ، بل رُبَّما لجَأَ إلى الاِستِدانَة!
ـ وكذلِك مِن فوائدِ التَّقلِيل مِن الأَكل: أنَّ الإِنسان يتمكَّنُ مِن التَّصدُّق بما فضلَ مِن الأَطعمة على المساكِين[13].

ـ ومِن أَسباب شِفاء القُلوب وصلاحها: قِيام اللَّيل والاِختِلاء بالنَّفس في أَوقاتِ السَّحَر، قال تعالى: ﴿كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ. وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾، وقال تعالى: ﴿وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ﴾، وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا﴾. وخَصَّ اللهُ السَّحَر بالذِّكر، لأَنَّهُ وَقتُ إِجابةِ الدُّعاء، وهُو وَقتُ النُّزُول الإِلهي، «يَنزِلُ ربُّنا تبارك وتعالى كُلَّ لَيلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنيا حِينَ يَبقَى ثُلث اللَّيل الآخِر فيقولُ: مَن يَدعُوني فأَستجِيب لهُ، مَن يَسألُني فأُعطِيهُ، مَن يَستغفِرنِي فأَغفرَ لهُ»[14].
فوَقتُ السَّحرِ وَقتٌ تَصفُو فيهِ النَّفس، ويَحصلُ فيهِ للقَلبِ رِقَّةٌ وسكِينةٌ، فمَن كابَدَ اللَّيلَ وغلبَ النُّعاسَ وخَلاَ بنَفسِه في تِلك السَّاعة فإِنَّهُ يَجِد لقَلبهِ لِيناً لا يَجدهُ في وقتٍ آخر.
فليَحرِص المسلم على أَن يكونَ لهُ وِرْدٌ مِن اللَّيلِ يَختَلِي بقَلبهِ ويَبِيتُ يَتعبَّدُ لرَبِّهِ.

ـ ومِن أَسبابِ شِفاءِ القُلوب وصلاحِها وسلامتِها: صُحبةُ الأَخيار ومُجالسةُ الصَّالحين، كان عبد الله بنُ مسعودٍ إذا جاءهُ أصحابُه قالَ: «أنتُم جِلاَءُ (أي: مِصْفاةُ) قَلبِي»[15].
وكان أبو الدَّرداء يقول: «كان ابنُ رواحةَ يَأخُذ بيَدي ويقولُ: تَعَالَ نُؤمِنُ ساعةً، إنَّ القَلبَ أَسرعُ تَقلُّبًا مِن القِدرِ إِذا استَجمَعت غَلَيَانًا»[16].
وكان ابنُ رواحة (رضي الله عنهُ) يَأخُذ بيَد الصَّاحبِ لهُ أو الصَّاحِبين أو الثَّلاثة فيقولُ: «تَعالَوا نَزدادُ إِيمانًا، تَعالَوا نُؤمِنُ ساعةً، تَعالَوا نَذكُرُ رَبَّنَا بطاعتِه، لعلَّهُ يَذكرُنا برَحمتِه»[17].
فمُجالسةُ الأَخيارِ فِيها حياةٌ للقُلوبِ؛ لما في تِلك المجالس مِن الذِّكرِ وزِيادةِ الإِيمانِ الَّذِي هُو مَادَّةُ حياةِ القُلوبِ.
فإِذا أَردتَ – يا عبدَ الله!- صلاحًا لقَلبِك فاحرِص على مُصاحبةِ أهلِ الإِيمان، قال مالكُ بنُ دينارٍ (رحمه الله): «انظُر كُلَّ أخٍ لكَ! وصاحبٍ لكَ! وصديقٍ لكَ! لا تَستفِيد مِنهُ في دِينك خيرًا، فَانْبِذْ عَنكَ صُحبَتهُ، فإِنَّما ذلك لكَ عَدوٌّ»[18]. وهذا تأويلُ قولهِ تعالى: ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾.
وعن بلال بن سعدٍ (رحمه الله) قالَ: «أخٌ لكَ كُلَّما لَقِيَك ذَكَّرَكَ بنَصِيبِكَ مِن اللهِ خَيرٌ لكَ مِن أَخٍ كُلَّما لَقِيَكَ وضعَ في كفِّك دِينارًا»[19].
وخيرٌ مِن هذَين قَولُ نبيِّنا (صلى الله عليهِ وسلَّمَ): «لاَ تُصاحِب إِلاَّ مُؤمِنًا، ولاَ يَأكُل طَعامَكَ إلاَّ تَقِيّ»[20]؛ لأَن المُؤاكَلةَ تُؤدِّي إلى الخُلطَة، والخُلطَة تُكسِب المُشابَهة، قالَ مالك بنُ دينارٍ: «النَّاسُ أَشكالٌ، الغُرابُ معَ الغُراب والحَمامُ معَ الحَمام والصَّقرُ معَ الصَّقر، وكُلٌّ مع شَكْلِهِ»[21].
«لاَ تُصاحِب إِلاَّ مُؤمِنًا»: فصُحبةُ الأَخيارِ تُورِثُ الفلاحَ والنَّجاح، بل ومُجرَّد النَّظَر إلى أهلِ الصَّلاح يُؤثِّرُ صلاحًا، وشَاهِدهُ ما صحَّ عنهُ (صلى الله عليهِ وسلَّمَ) أنَّهُ قالَ: «أَولِياءُ اللهِ الَّذِينَ إِذا رُءُوا ذُكِرَ اللهُ»[22]، وقالَ: «إِنَّ خِيارَ عبادِ اللهِ مِن هذهِ الأُمَّةِ الَّذِينَ إِذَا رُؤُوا ذُكِرَ اللهُ تعالى»[23]، وقالَ الفُضَيل (رحمه الله): «نَظَرُ المُؤمِنِ إلى المُؤمِنِ جِلاَءٌ للقَلبِ»[24].
وكما أنَّ النَّظرَ إلى أهلِ الصَّلاح يُؤثِّر صلاحًا، فكذلكَ النَّظرُ إلى أهلِ الشَّرِّ والفسادِ يُؤثِّر فسادًا، ولِذَا قال الفُضيلُ في تمامِ كلامِه السَّابِق: «وَنَظرُ الرَّجُلِ إلى صاحبِ البِدعَة يُورِثُ العَمَى».



[1] - «صحيح الجامع» (5674) و«التَّعليقات الحِسَان» (5213).

[2] - «جامع العلوم والحكم» لابن رجب.

[3] - «جامع العلوم والحكم» لابن رجب.

[4] - «جامع العلوم والحكم» لابن رجب.

[5] - «جامع العلوم والحكم» لابن رجب.

[6] - مُسلمٌ (91).

[7] - «صحيح الترغيب والترهيب» (2233).

[8] - «مرقاة المفاتيح» لعلي القاري.

[9] - «جامع العلوم والحكم» لابن رجب.

[10] - «صحيح الجامع» (2643).

[11] - «جامع العلوم والحكم» لابن رجب.

[12] - «مرقاة المفاتيح» لعلي القاري.

[13] - «مرقاة المفاتيح» لعلي القاري.

[14] - البخاري (1145) ومسلمٌ (758).

[15] - «المدخل إلى السنن الكبرى» للبيهقي (514).

[16] - «الزهد» لابن المبارك (1395).

[17] - «أصول السنة» لابن أبي زمنين (142).

[18] - «المتحابين في الله» للمقدسي (65) و«مساوئ الأخلاق» للخرائطي (653).

[19] - «مساوئ الأخلاق» للخرائطي (654).

[20] - «صحيح الجامع» (7341).

[21] - «مساوئ الأخلاق» للخرائطي (653).

[22] - «صحيح الجامع» (2557).

[23] - «الصحيحة» (2849)

[24] - «الطيوريات» (280)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://raw3a.forummaroc.net
 
العِنايةُ بالقُلُوب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى روعة روعه روعة روعه :: دروس وموعضة-
انتقل الى: