أُلْقيت يوم الجمعة 28 ذي الحجة1429هـ الموافِق ليوم: 26ديسمبر2008م.
تحدَّثْنَا في جمعةٍ مَضَتْ، عن الخليفة الراشد عثمان بن عفان (رضي الله عنه)، تحدثنا عن شريفِ نسبه، وعن سابقتِهِ في الإسلام، ومصاهرته للرسول (عليه الصلاة والسلام)، وعن سبقه إلى الهجرة؛ فـ«هو أولُّ من هاجر إلى الحبشة ومعه زوجته رقية»...عرض القرآن على رسول الله...جهَّزَ جيش العُسْرَةِ بماله، وابْتَاعَ بئر «رُومَة» وسَبَّلَهَا للمسلمين، وفتح الله على يديه الفتوحات العظيمة...وغير ذلك من مناقبه الكبار وحسناته العظيمة....
عثمانُ: خليفةٌ راشد، وإمامٌ مهديّ، بشهادة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؛ كما في حديث العِرْبَاضِ بن سارية: «إنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا [شديدًا] فعليكم بسُنَّتِي وسُنَّةِ الخُلفاء الرَّاشدين المَهديِّين مِن بعدي، تمسَّكوا بها وعضُّوا عليها بالنَّواجذ وإيَّاكُم ومُحدثات الأُمور...»الحديث.
ـ وَلِيَ عثمانُ الخلافة اثنتي عشرة سنة، هذه مدة خلافته وإمارته على المسلمين، سار فيها سيرةً عادلة، لم يَحِدْ عن طريقة الشيخين، والخليفتين من قبله.
قال الحسن: «عمل عثمان اثنتي عشرة سنة، ما يُنْكِرُونَ من إمارته شيئًا»[1]
ـ حدث في مدة خلافة عثمان صَدْعٌ وانكشفت بوادر الفتن، تلك الفتن التي كان حاجزًا دونها، وحائلاً بينها وبين الناس: الخليفة عمرُ بن الخطاب، وذلك لأن عمرَ كان: أميرًا شديدًا، وقد جاء وَصْفُهُ في بعض الكتب السابقة: بأنَّهُ «قَرْنٌ من حديد»!
ـ شاء الله أن يكون عثمانُ أَوَّلَ من يُبتلى من خلفاء المسلمين، أصابته البلوى، وتسلَّطَ عليه الرَّعَاع، وأَلَّبَ عليه الفتَّانُونَ، ودَسَّ عليه الدسَّاسُون، وهَيَّجُوا الفتن عليه، وافتعلوا له العيوب، وأساؤُوا به الظنون، وثَوَّرُوا الأعراب والدَّهْمَاءَ عليه، فكان أولُ وقعٍ للفتنة، وأولُ صَدْعٍ تَنْصَدِعُ به الأمة: هو قتل عثمان مظلومًا (رضي الله عنه ورَحِمَهُ)، لقد أَعْلَمَ اللهُ تعالى وأَطْلَعَ نبيَّهُ بهذه الفتن والبلايا والمصائب والخلاف الذي سيحلُّ على الأمة، ومنه البلاء الذي سيُصيب عثمان، والفتن التي سيُهيِّجُها عليه المهيِّجُون:
نعم!، قد كان عثمان يعلم ويجزم أنَّ ذلك واقعٌ؛ لإخبار نبيِّهِ (صلى الله عليه وسلم) له بذلك، لذلك لما حُوصِرَ عثمان في داره، وجاءه أولئك الثُّوَّارُ المصريُّون، يطالبونه بأن يعزل نفسه، لم يقاتلهم (رَحِمَ اللهُ عثمان)، ولم يأمر بقتالهم (رَحِمَ اللهُ عثمان)، بلْ أمر بِكَفِّ القتال عنهم!، حقنًا لدماء المسلمين...حتى لا تُراق دماءٌ بسببه!، وصبرًا منه على البلاء، «ألجؤوه إلى داره وضيَّقوا عليه، وأحاطوا بها محاصرين له»:
ـ عن أبي موسى (رضي الله عنه)، قال: «كنت مع النبي (صلى الله عليه وسلم) في حائط من حيطان المدينة، فجاء رجل فاستفتح، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): «افتح له وبشره بالجنة»، ففتحت له، فإذا هو أبو بكر، فبشرته بما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فحمد الله. ثم جاء رجل فاستفتح، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): «افتح له وبشره بالجنة»، ففتحت له فإذا هو عمر فأخبرته بما قال النبي (صلى الله عليه وسلم)، فحمد الله، ثم استفتح رجل، فقال لي: «افتح له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه» فإذا عثمان، فأخبرته بما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فحمد الله، ثم قال: الله المستعان»[2]
ـ عن عائشة، «أن النبي (صلى الله عليه وسلم) جعل يُسارُّ عثمان، ولَوْنُ عثمان يتغيّر، فلمّا كان يومُ الدار وحصر فيها، قلنا: يا أمير المؤمنين، ألا تقاتل؟ قال: إِن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عهد إليَّ عهدًا، وإني صابرٌ نفسي عليه».[3]
ـ وعنها، أنها سُئلت: «هل عهِد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى أحدٍ من أصحابه عند موته؟ قالت: مَعَاذَ الله إلاَّ أنَّه سارَّ عثمان، أخبره أنه مقتولٌ، وأمره أن يَكُفَّ يَدَهُ»[4].
ـ وعنها قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «يا عثمان! إنْ ولاَّك الله هذا الأمرَ يومًا، فأرادكَ المنافقون أن تخلع قميصك الذي قمَّصَكَ اللهُ (أي: ألبسك الله إيّاه)؛ فلا تخلعه». يقول ذلك ثلاث مرَّاتٍ. [5]
ـ وعن كعب بن عُجْرَةَ قال: «ذكر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فِتْنَةً فَقَرَّبَهَا (أي: قال إن إتيانها قريب)، فمرَّ رجلٌ مُقَنِّعٌ رأسَهُ (أي: قد ستر رأسه بردائه)، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «هذا يومئذٍ على الهُدَى»،[فوثب كعبٌ فأمسك بعَضُدَيْ الرجل، فإذا هو عثمان، ثم استقبل رسول الله(صلى الله عليه وسلم) فقال:] فقلتُ: هذا؟! قال: هذا».[6]
«اجتمع جماعةٌ [من المسلمين] يَحْمُونَ عثمان من هؤلاء [الثُّوَّار]»، «ويُحَامُونَ عنه، ويناضلون دونه أن يصل إليه أحدٌ منهم»، «وما كانوا يظنون أنهم سيقتلونه»[7]، «فكان ينهاهم عن القتال»:
ـ عن سهل بن حُنيف، أن عثمان بن عفان أشرف عليهم، فسمعهم وهم يذكرون القتل، فقال: إنهم ليتواعدوني بالقتل! فَلِمَ يقتلوني؟ وقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: «لا يحلُّ دمُ امرئٍ مسلم إلاَّ بإحدى ثلاث: رجلٌ زنى وهو مُحْصَنٌ فَرُجِمَ، أو رجلٌ قتل نفسًا بغير نفس، أو رجلٌ ارتدَّ بعد إسلامه»؟! فوالله! ما زنيت في جاهلية ولا في إسلام، ولا قتلتُ نفسًا مسلمةً، ولا ارتدَدْتُ منذ أسلمتُ. [8]
ـ وعن أبي عبد الرحمن السلمي، قال: لمَّا حصر عثمان وأحيط بداره؛ أشرف على الناس[وفي لفظ: «أشرف عليهم فوق داره»[9] ] فقال: نشدتكم بالله؛ هل تعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين انتفض بنا حِراء قال: «اثبُت حِراء! فما عليك إلا نبيّ، أو صدِّيق، أو شهيد»؟! قالوا: اللهم! نعم. قال: نشدتكم بالله؛ هل تعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال في غزوة العُسْرَة: «من ينفق نفقة متقبلة؟»، والناس يومئذ مُعْسِرُون مَجْهُودون، فجهَّزْتُ ثلث ذلك الجيش من مالي؟! فقالوا: اللهم! نعم، ثم قال: نشدتكم بالله؛ هل تعلمون أن «رومة» لم يكن يُشْرَبْ منها إلا بثمن، فابتعتها بمالي، فجعلتها للغني والفقير، وابن السبيل؟! قالوا: اللهم! نعم...في أشياء عدَّدَها. [10]
«إلى أن تَسَوَّرُوا عَلَيْهِ مِنْ دارٍ إلى دار فدخلوا عليه فقتلوه فَعَظُمَ ذلكَ على أهل الخير من الصحابة وغيرهم وانفتح باب الفتنة فكان ما كان والله المستعان»[11]
ـ «كان عثمان لَيِّنَ العَرِيكَةِ كثير الإحسان والحِلْمِ»[12]، «وكان سبب قتله أن أمراء الأمصار كانوا من أقاربه... وكان من حجَّ منهم يشكو من أميره»[13]
«كان (رضي الله عنه)...كريم الأخلاق، ذا حياءٍ كثير، وكرمٍ غزير، يُؤْثِرُ أهله وأقاربه في الله، تأليفًا لقلوبهم من متاع الحياة الدنيا الفاني، لعله يرغبهم في إيثار ما يبقى على ما يفنى، كما كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يُعطي أقوامًا ويَدَعُ آخرين، يُعطي أقواما خشية أن يكبَّهُمُ الله على وجوههم في النار، ويَكِلُ آخرين إلى ما جعل الله في قلوبهم من الهدى والإيمان، وقد تَعَنَّتَ عليه (أي: على عثمان) بسبب هذه الخصلة أقوام، كما تعنَّتَ بعضُ الخوارج على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الإيثار»، إذ قال قائلهم: «اعْدِلْ يا محمد! فإنك لم تعدل»، وقال له: «هذه قِسمةٌ ما أُريدَ بها وجه الله!» [14]
والذي جرّأ هؤلاء الثوّار الخوارج المنافقين وغيرهم على الخليفة عثمان: حِلْمُهُ وحياؤُهُ ولِينُهُ، فذاك الذي جرَّأَهُمْ عليه وأَطْمَعَهُمْ فيه!، فسبحان الله! الذي قَسَمَ أخلاق الناس، فجعل فيهم الصّلْبَ الشَّديد، والهيِّنَ اللَّيِّنَ....
الخطبة الثانية:
أذكرُ في هذا المقام بعضًا من الشواهد على (لِينِ) عثمان، و نُتْبِعُهُ ببعضٍ مِنْ شِدَّةِ عمر!:
1ـ تُحَدِّثُ خادمٌ لعثمان، تقول: «كان عثمان لا يوقظُ نائمًا من أهله إلاَّ أن يجده يقظانَ فيدعوهُ فيناوله وَضوءه... »[15]، وتقول: «وكان يُعَاتَبُ فيُقال: لو أيقظت بعض الخدم؟(أي: ليعينوه على وضوئه) فيقول: لا! الليل لهم يستريحون فيه»[16] هكذا لينُ عثمان!
أما عمرُ، فقد ذكرنا لكم فيما مضى أنَّهُ، كان يُنادي بأعلى صوته في آخر الليل: الصلاةَ الصلاةَ، يوقظهم، يتلو قول الله تعالى: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾، هكذا شدةُ وحزمُ عُمَرَ!
2ـ وموقفٌ آخرُ: «كان المسجد الحرام....لم يكن عليه جدار، إنما كانت الدور محدقة به، وبين الدور أبواب يدخل الناس منها من كلّ ناحية، وبقي كذلك إلى زمن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، فضاق على الناس، فاشترى عمر دورا وهدّمها، وزادها فيه، ومن أبى من البيع ومن أخذ الثمن جعله له في خزانة الكعبة حتى أخذه بعد ذلك، وقال لهم عمر: إنّما نزلتم على الكعبة فهو فناؤها، ولم تنزل عليكم، ثمّ أحاط به جدارًا قصيرًا. ثم كثر الناس في زمان عثمان بن عفان (رضي الله عنه)، فاشترى أيضا من قوم دورا، وأدخلها فيه، ووسّعه بها، وامتنع أيضا قوم من البيع وتكلّموا، فقال لهم عثمان (رضي الله عنه): حِلمي عنكم جرَّأكم عليّ، فقد فعل بكم عمر مثل هذا، فلم تتكلّموا، وأنا احْتَذَيْتُ حَذْوَهُ فَصِحْتُمْ بي، وأمر بقوم منهم أن يحبسوا، حتى باعوا منه... وأحاط الجدر بها، كالذي فعل عمر(رضي الله عنهما)... »[17]
3ـ جاء رجلٌ يُكَلِّمُ عثمان في الوليد بن عقبة؛ وهو أخو عثمان لأُمِّهِ (فقد أَكثَرَ الناسُ فِيهِ)، وكان عثمان ولاَّهُ الكوفة بعد عَزلِهِ سعدًا، شربَ (الوليدُ) الخمر، وصلَّى بالناس الصُّبح وهو سكران، فلما صلَّى ركعتين التفتَ إليهم، وقال: «أزيدكم؟!»، ترك عثمان إقامة الحدّ عليه إلى حين، ولعثمان عذرُهُ في ذلك!، أخَّرَ عثمان إقامة الحدِّ عليه، ليكشف عن حال الشهود الذين شهدوا عليه بذلك، لذا كما سيأتي، لما وضَحَ لهُ الأَمر أَمرَ بإقامةِ الحَدِّ عليه، وقد ولاَّهُ عثمان «لما ظهر له من كفاءته لذلك وليصل رحمه، فلما ظهر له سوءُ سيرته عزله»، جاء الرجل يكلم عثمان، قال له: «إنَّ لي إليك حاجة، وهي نصيحةٌ لك»، فقال له عثمان: «يا أيها المرء أعوذ بالله منك»، فانصرف الرجل، خشي عثمان أن يكون من الرجل إنكار عليه، فيضيق صدره بذلك، فاستعاذ بالله منه!، ثم أرسل إليه عثمان، فأتاه، فقال: ما نصيحتُك؟ فقال: «إن الله سبحانه بعث محمدًا (صلى الله عليه وسلم) بالحق، وأنزل عليه الكتاب، وكنت ممن استجاب لله ولرسوله (صلى الله عليه وسلم)، فهاجرت الهجرتين، وصحبت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ورأيت هَدْيَهُ، وقد أكثر الناس في شأن الوليد» (كأنه قال له: أَقِمِ الحقَّ كما كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يُقيمه!)، قال: أدركتَ رسول الله؟ قال: لا،... قال: أما بعدُ فإن الله بعث محمدًا (صلى الله عليه وسلم) بالحق، فكنتُ ممن استجاب لله ولرسوله، وآمنتُ بما بعث به وهاجرتُ الهِجرتين،-كما قلتَ- وصحبت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبايعته، فوالله ما عصيتُه ولا غششتُه، حتى توفاه الله، ثم أبو بكر مثله، ثم عمر مثله، ثم استُخْلِفْتُ، أفليس لي [عليكُم] من الحقِّ مثلَ الذي لهم؟ قلتُ: بلى.
قال: فما هذه الأحاديث التي تبلغني عنكم؟(أي: أنهم كانوا يتكلمون في سبب تأخيره إقامة الحَدِّ على الوليد، وقد ذكرنا عذرهُ في ذلك).
أما ما ذكرتَ من شأن الوليد فسنأخذُ فيه بالحقِّ إن شاء الله. [وفي رواية: «إنَّ نَاسًا يُعَلِّمُونِي سُنَّتَهُ، عسى ألا يكون أحدهم رآه قطُّ»] (دفعًا للظنِّ السيِّءِ الذي ظنُّوهُ به! أنه لا يقيم الحقَّ في قرابته!) ثم دعا عليًّا [«استشار عليًّا فقال: أرى أن تحضره فإن شهدوا عليه بمحضرٍ منه حَدَدْتَهُ، ففعل فشهد عليه [جماعةٌ] »] فأمره أن يجلد، فجلده [أربعين]) [18]
4ـ وعاب بعضهم عثمان ببعض الأشياء؛ منها: تعريضُهُ به بقوله: «لم أترك سنةَ عمر!)»، فأجابه عثمان بقولهِ: «وأما قوله: لم أترك سنة عمر؛ فإني لا أطيقها ولا هوَ»[19].
ونقولُ في الأخير: في مقتل عثمان (رضي الله عنه): دُروسٌ وعبرٌ، سنأتي على بعضها في الخطب المقبلة إن شاء الله تعالى.
[1] - «سيرة الخلفاء الراشدين» للحافظ الذهبي (ص:158).
[2] - البخاري: (رقم:3693).
[3] - «سيرة الخلفاء الراشدين» للحافظ الذهبي(ص:159)/ «صحيح موارد الظمآن»(رقم:1843).
[4] - «سيرة الخلفاء الراشدين» للحافظ الذهبي(ص:159).
[5] - «صحيح سنن ابن ماجه» (رقم:90).
[6] - «صحيح سنن ابن ماجه»(رقم:89).
[7] - «البداية» للحافظ ابن كثير(7/142).
[8] - «صحيح سنن ابن ماجة» (رقم:2068).
[9] - «الصحيحة» (رقم:875).
[10] - «صحيح موارد الظمآن»(رقم:1844).
[11] - «الإصابة» للحافظ ابن حجر(2/459).
[12] - المصدر نفسه.
[13] - «الإصابة» (2/455).
[14] - «البداية» للحافظ ابن كثير(7/162).
[15] - «الإصابة» (7/455).
[16] - «البداية» (7/173).
[17] - «مستفاد الرحلة والاغتراب» للتجيبيّ (ص:240-241).
[18] - «فتح الباري» للحافظ ابن حجر(7/57).
[19] - «البداية» (7/166).