دعا الزعيم الليبي معمر القذافي مساء امس انصاره من «الملايين الى تطهير ليبيا شبرا شبرا» اذا
لم تتوقف حركة التمرد
وقال الزعيم الليبي في كلمة القاها من امام منزله في باب العزيزية في طرابلس، مهددا المتمردين في بلاده
«سنعلن الزحف المقدس وسنوجه نداء الى الملايين من الصحراء الى الصحراء، وسنزحف عليهم بالملايين لتطهير
ليبيا بيتا بيتا وشبرا شبرا ودارا دارا وزنقة زنقة».
وطالب المتمردين بــ «تسليم الاسلحة واطلاق سراح الاسرى والقبض على المشاغبين واعادة الحياة الطبيعية
في الموانئ والمطارات»
وتابع «ما لم يتحقق ذلك سنعلن الزحف المقدس»، مضيفا «الليلة زحف سلمي من داخل المدن لانقاذ اطفالنا».
واضاف انه «لا يمكن لعاقل ان يسمح بان تتمزق بلاده وان تصبح في قبضة مجانين»
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
مواطنو بنغازي يرفعون علما على دبابة
القضاء على الجرذان
القذافي الذي بدا مهزوزا وشديد العصبية في خطابه المطول الذي استمر 80 دقيقة اتهم المحتجين بانهم
عصابات وجرذان وسكارى ومدمني مخدرات، مؤكدا انه اعطى اوامره الى «الضباط الاحرار للقضاء على
الجرذان»، مشددا على انه لن يتنحى وسيقاتل حتى «آخر قطرة دم» لديه
واضاف مخاطبا الليبيين «اخرجوا من بيوتكم الى الشوارع غدا، انتم يا من تحبون معمر القذافي،
معمر المجد والعزة، واقضوا على الجرذان»
وتابع «لم نستخدم القوة بعد، واذا تطورت الامور فسنستخدمها وفق القانون الدولي والدستور الليبي»،
وتلا مواد من الدستور والقانون الليبيين تعاقب بالاعدام من يقوم باعمال مخلة بالامن
ودعا الى تشكيل «لجان الامن الشعبي في المدن لحفظ الامن»، واعتبر انها ستكون «لجان الدفاع عن الثورة
وعن كل مكتسبات الثورة في كل المدن الليبية»
واضاف مخاطبا انصاره «انتم ملايين امسكوهم في الشوارع واعيدوا السلطة الشعبية واعيدوا الامن» الى البلاد.
وهدد القذافي المتمردين برد شبيه بقصف الجيش الروسي للبرلمان في موسكو اثناء وجود النواب بداخله خلال
الفترة الانتقالية بين تفكك الاتحاد السوفيتي ونشوء دولة روسيا في مطلع التسعينات، وبسحق الصين لحركة
تيان انمين في بكين في اواخر الثمانينات والقصف الاميركي للفلوجة في العراق
مجد ليبيا
ورفض رفضا قاطعا احتمال تنحيه وقال وهو شديد العصبية «لو كنت رئيسا لكنت قدمت استقالتي لكن عندي بندقيتي
وسأقاتل حتى آخر قطرة من دمي»، موجها حديثه للمتظاهرين قائلا: «انكم تواجهون صخرة صماء»
وقال القذافي: «لن اترك هذه الأرض.. هذه بلادي.. أنا لست رئيس جمهورية.. أنا قائد ثورة»، مضيفا ان «معمر
القذافي تاريخ ومقاومة وثورة»
وتابع : «أنا لست رئيسا ورجلا عاديا حتى يتم قتلي بالسم.. أنا مجد لا تفرط فيه ليبيا أو الشعب الليبي»،
متسائلا: «اين كنتم حينما كان يقصف بيت معمر القذافي»
واكد انه لن يغادر ليبيا تحت ضغط الشارع كما فعل رؤساء آخرون، في اشارة الى الرئيسين السابقين
التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك، مؤكدا انه سيموت «شهيدا في ارض اجدادي»
وقال القذافي «انا ليس لدي اي سلطة اليوم والسلطة تركناها للشعب منذ عام 1977»، في اشارة الى
تشكيل اللجان الشعبية
تشكيل شعبيات
ودعا «الشعب الليبي الى تشكيل شعبيات وبلديات جديدة» في جميع المدن والبلدات الليبية
وقال ان «الشعبيات الجديدة ستشكل بلديات للادارة المحلية أتوقع ان يكون عددها من 50 الى 150 بلدية»
كما دعا الشعب لصياغة دستور وقانون جديدين يحظيان بقبول عام
وصرح القذافي بأنه لا يمانع في إعادة توزيع الثروة الليبية من جديد، وفوض اللجان الشعبية للسيطرة على
مسألة إعادة توزيع حصص النفط بالتساوي بين المواطنين الليبيين
وهاجم بعض وسائل الإعلام العربي مجددا، قائلا إنها تنشر أكاذيب
وكال القذافي النعوت على المحتجين، واصفا اياهم بــ «الجرذان وشذاذ الافاق ومدمني مخدرات»
واتهم القذافي «اجهزة عربية شقيقة» بالوقوف وراء الاضطرابات التي تشهدها بلاده، وقال ان «اجهزة عربية
للاسف، شقيقة تغركم وتخونكم وتقدم صورتكم بشكل مسيء»، واصفا اياها بــ «اجهزة الخيانة
والعمالة والرجعية والجبن»
وختم القذافي كلمته قائلا «دقت ساعة الزحف والعمل والانتصار، ولا رجوع، الى الامام، الى الامام،
الى الامام، ثورة، ثورة، ثورة»، وغادر المكان بعد ان ضرب بقبضته على الطاولة التي كانت امامه.
وفور مغادرته المكان تقدم منه عدد من انصاره وقبلوا يده