إنّ امرَأً أمِنَ الحوادثَ جاهِلٌ
إنّ امرَأً أمِنَ الحوادثَ جاهِلٌ ير
جو الخلودَ كضاربٍ بقداحٍ
منْ بعدِ عاديَّ الدهورِ ومآربٍ
ومَقاوِلٍ بِيضِ الوجوه صِباحِ
مرتْ عليهمْ آفة ُ فكأنّها
عفتْ على آثارهمْ بمتاحِ
ياليتَ شعري حينَ أند بُ هالكاَ
ماذا تؤبنني به أنواحيِ
أيقلنَ لا تبعدْ فربّ كريهة ٍ
فرجتها بشجاعة ٍ وسماحِ
ومغيرة ٍ شعواءَ يخشى درؤها
يوماً رددتُ سلاحها بسلاحي
ولَرُبّ مُشعَلَة ٍ يَشُبُّ وَقُودُهَا
أطفأتُ حَرّ رِماحِها برِماحي
وكَتِيبَة ٍ أدْنَيْتُهَا لِكَتِيبَة ٍ
ومُضاغِنٍ صَبّحْتُ شَرَّ صَباح
وإذا عمدتُ لصخرة ٍ أسهلتها
أدعو بأفلحْ مرة ً ورباحِ
لا تَبعَدَنّ فكُلُّ حيّ هالِكٌ
لا بدّ من تلفِ فبنْ بفلاحِ
إنّ امرأً أمِنَ الحوادثَ جاهلاً
ورجا الخلودَ كضاربِ بقداحِ
ولقدْ أخذتُ الحقَّ غيرَ مخاصمٍ
ولقدْ بذ لتُ الحقَّ غيرَ ملاحِ
ولقدْ ضربتُ بفضلِ مالي حقهُ
عندَ الشتاءِ وهبة ِ الأرواحِ
عمرو بن مالك
ومن أجمل قصائده نختار لكم:
دعيني
دَعِيني وَقُولِي بَعْدُ ما شِئْتِ إِنَّني
سَيُغْدَى بِنَعْشِي مَرَّة ً فَأُغَيَّبُ
خَرَجْنَا فَلَمْ نَعْهَدْ وَقَلَّتْ وَصَاتُنَا
ثَمَانِيَة ٌ ما بَعْدَها مُتَعَتَّبُ
سَراحِينُ فِتْيَانٌ كـأنَّ وُجُوهَهُمْ
مَصَابِيحُ أوْ لَوْنٌ مِنَ المَاءِ مُذْهَبُ
نَمُرُّ بِرَهْوِ الماءِ صَفْحا وَقَدْ طَوَتْ
شَمَائِلُنَـا والـزَّادُ ظَنٌّ مُغَيَّـبُ
ثلاثاً على الأقْدامِ حتَّى سَمَا بِنَـا
على العَوْصِ شَعْشاعٌ مِنَ القَوْم مِحْرَبُ
فَثَاروا إِلَيْنَا في السَّوَادِ فَهَجْهَجُوا
وَصَوَّتَ فِينَـا بالصَّباحِ المثوِّبُ
فَشَنَّ عَلَيْهِمْ هِزَّة َ السَّيْفِ ثَابِتٌ
وَصَمَّمَ فيهِمْ بالحُسَامِ المُسَيَّبِ
وَظَلْتُ بِفِتْيَانٍ معي أتَّقِيهِمُ
بِهِنَّ قليلاً سَاعَة ً ثمَّ خَيَّبُوا
وَقَدْ خَرَّ مِنْهُمْ رَاجِلَانِ وَفَارِسٌ
كَمِيٌّ صَرَعْنَاهُ وقَرْمٌ مُسَلَّبُ
يَشُنُّ إلَيْهِ كُلُّ رِيعٍ وَقَلْعَة ٍ
ثمانِيَة ً والقَوْمُ رجْلٌ ومِقْنَبُ
فلمّا رآنا قَوْمُنَا قِيلَ: أفْلَحُوا
فَقُلْنَا: کسْأَلُوا عَنْ قَائِلٍ لا يُكَذَّبُ
بِكَفَّيِّ مِنْها لِلْبَغيضِ عُرَاضة ٌ
بِكَفَّيِّ مِنْها لِلْبَغيضِ عُرَاضة ٌ
أخُو الضِّرْوَة ِ الرَّجْلُ الحَفِيُّ المُخَفّفُ
نَعبْتُ إلى أدْنَى ذُرَاهَا وَقَدْ دَنَا
من اللَّيْلِ مُلْتَفُّ الحَدِيقَة ِ أسْدَفُ
فَِبِتُّ على حَدِّ الذِّراعينِ مُجْذِياً
كما يَتَطَوَّى الأرْقَمُ المُتَعَطِّفُ
وليس جَهَازِي غَيْرُ نَعْلين أَسْحَقَتْ
صُدُورُهُما مَخْصُورَة ً لا تُخَصَّفُ
وَضُنِّيَّة ٍ؟ جُرْدٍ وإِخْلاَقِ رَيْطَة ٍ
إذا أنْهَجَتْ مِنْ جانِبٍ لا تُكَفَّفُ
وأبْيَضُ مِنْ ماء الحَدِيدِ مُهَنَّدٌ
مُجِذُّ لأطْرافِ السَّوَاعِدِ مِقْطَفُ
وَحَمْرَاءُ مِنْ نَبْعٍ أبيٌّ ظهيرة ٌ
تُرِنُّ كإرنانِ الشَّجِيَّ وَتَهْيِفُ
إذا آلَ فيها النزْعُ تَأَبَى بِعَجْسِها
وَتَرْمِي بذَرْوَيْهَا بِهِنَّ فَتَقْذِفُ
كَأَنَّ حَفِيفَ النَّبْلِ مِنْ فوقِ عَجْسِها
عَوَازِبُ نَحل أخطأَ الغارَ مُطْنِفُ
نَأَتْ أُمُّ قَيْسِ المَرْبَعَيْنِ كِلَيْهِما
وَتَحْذَرُ أنْ يَنْأَى بها المُتَصَيَّفُ
وإَّنكِ َلوْ تَدْرِينَ أنْ رُبَّ مَشْرَبٍ
مَخُوفٍ كداءِ البَطْنِ أوْ هُوَ الـخْوَفُ
وَرَدْتُ بِمَأْثُورِ يَمَانٍ وَضَالََة ٍ
تَخَيَّرْتُها مِمّا أَرِيشُ وأرْصُفُ
أُرَكِّبُها في كُلِّ أحْمَرَ غاثرٍ
وَأَنْسِجُ لِلْولْدانِ ما هو مُقْرِفُ
وَتابعتُ فيهِ البريَ حتّى تركتُهُ
يرنُّ إذا أنقذتهُ وَيزفزفُ
بكفَّيَّ منْها للبغيضِ عراضة ٌ
إذا بعتُ خلاً ما له متعَّرفُ
ووادٍ بَعِيدِ العُمْقِ ضَنْكٍ جُمَاعُهُ
مَرَاصِدُ أَيْمٍ قانِتِ الرأسِ أخْوَفُ
وحوشٍ موًى ؟ زادِ الذِّئابِ مضلَّة ٍ
بواطنهُ للجنِّ والأسدِ مألفُ
تعسَّفتُ منهُ بعدَ ما سقطَ النَّدى
غَمَالِيلَ يَخْشى عَيْلَهَا المُتَعَسِّفُ
وآبَ إذا أجرى الجبان وظنُّهُ فلِي
حيثُ يخشى أنْ يجاوزَ محشفُ
وإنّ کمْرَأً قَدْ جارَ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ
عليَّ وأثْوَابِ الأقَيْصِرِ يَعْنُفُ