الشّعر الجاهلي
إنَّ بالشَّعبِ الذي دونَ سلع
إنَّ بالشَّعبِ الذي دونَ سلعٍ
لقتيلاً دمهُ ما يطلُّ
خَلَّفَ العِبْءَ عَلَيَّ ، وَوَلَّى
أنا بالعبءِ لهُ مستقلُ
ووراءَ الثَّأرِ منِّيابنُ أختٍ
مَصِعٌ عُقْدَتُهُ ما تُحَلُّ
مُطْرِقٌ يَرْشَحُ مَوْتا كَما أَطْ
رَقَ أَفْعَى يَنْفُثُ السُّمَّ صِلُّ
خبرٌ ما نابنا مصمئلُّ جلَّ
حتَّى دقَّ فيهِ الأجلُّ
بزَّني الدّهرُ وكانَ غشوماً
بأبيٍّ جارهُ ما يذلُّ
شامسٌ في القرِّ حتَّى إذا ما
ذكتِ الشِّعرى فبردُ وطلُّ
يابسُ الجنبينِ-منْ غيرِ بؤسٍ
وَنَدِيُّ الكَفَّيْنِ ،شَهْمٌ ،مُدِلُّ
ظاعِنٌ بالحَزْمِ ، حَتَّى إذا ما
حلَّ حلَّ الحزمُ حيثُ يحلُّ
غَيْثُ مُزْنٍ غَامِرٌ حَيْثُ يُجْدِي
وَإذا يَسْطو فَلَيْثٌ أَبَلُّ
مُسْبِلٌ في الحَيِّ ، أَحْوَى ، رِفَلُّ
وإذا يَغْزو فَسِمْعٌ أَزَلُّ
وَلَهُ طَعْمانِ: أَرْيٌ وَشَرْيٌ
وكلا الطَّعمينِ قدْ ذاقَ كلٌّ
يركَبُ الهَوْلَ وَحِيدا ، ولا يَص
يصحبهُ إلا اليمانيُّ الأفلُّ
وفُتُّوٍّ هَجَّروا ثُمَّ أَسْرُوا
لَيْلَهم حَتَّى إذا انْجَابَ حَلُّوا
كلُّ ماضٍ قدْ تردَّى بماضٍ
كسنا البرقِ إذا ما يسيلُّ
فاحتسوا أنفاسَ نومٍ فلمَّا
ثملوا رعتهمُ فاشمعلُّوا
فادَّرَكْنَا الثَّأْرَ مِنْهُمْ وَلَمّا
ينجُ مليِّينِ إلاّ الأقلُّ
فَلَئِنْ فَلَّتْ هُذَيْلٌ شَبَاهُ
لبما كانَ هذيلاً يفلُّ
وبما أبركهمْ في مناخٍ
جَعْجَعٍ يَنْقَبُ فيهِ الأَظَلُّ
وبما صبَّحها في ذراها
منهُ، بعدَ القتلِ، نهبٌ، وشلُ
صليتْ منِّي هذيلٌ بخرقٍ
لا يملُّ السَّرُّ حتَّى يملُّ
ينهلُ الصَّعدة َ حتَّى إذا ما
نهلتْ كانَ لها منهُ علُّ
تضحكُ الضَّبعُ لقتلى هذيلٍ
وترى الذِّئبَ لها يستهلُّ
وعتاقُ الطَّيرِ تهفو بطانا
تَتَخطّاهُمْ فَما تَسْتَقِلُّ
حَلَّتِ الخَمْرُ، وكانَتْ حَراما
وبلأيٍ ما ألمَّتْ تحلُّ
فاسقنيها يا سوادَ بنَ عمرٍو
إنَّ جِسْمِي بَعْدَ خالي لَخَلُّ
رائحٌ بالمَجْدِ غادٍ عَلَيْهِ
من ثيابِ الحمدِ ثوبٌ رفلُّ
أفتحُ الرَّاحة َ بالجودِ جوادً
عاشَ في جَدْوى يَدَيْهِ المُقِلُّ
كُليب بن ربيعة
ومن أجمل قصائده نختار لكم:
دَعاني داعِيا مُضَرٍ جَميعاً
دَعاني داعِيا مُضَرٍ جَميعاً
وَأَنفُسُهُم تَدانَت لِاِختِلاقِ
فَكانَت دَعوَةً جَمَعَت نِزاراً
وَلَمَّت شَعثَها بعدَ الفِراقِ
أَجَبنا داعي مُضَرٍ وَسِرنا
إِلى الأَملاكِ بِالقُبِّ العِتاقِ
عَلَيها كُلُّ أَبيَضَ مِن نِزارٍ
يُساقي المَوتَ كَرهاً مَن يُساقي
أَمامَهُمُ عُقابُ المَوتِ يَهوي
هَوِيَّ الدَلوِ أَسلَمَها العَراقي
فَأَردَينا المُلوكَ بِكُلِّ عَضبٍ
وَطارَ هَزيمُهُم حَذَرَ اللَّحاقِ
كَأَنَّهُمُ النَعامُ غَداةَ خافوا
بِذي السُلّانِ قارِعَةَ التَلاقي
فَكَم مَلِكٍ أَذَقناهُ المَنايا
وَآخَرَ قَد جَلَبنا في الوِثاقِ
لَقَد عَرَفَت قَحطانُ صَبري وَنَجدَتي
لَقَد عَرَفَت قَحطانُ صَبري وَنَجدَتي
غَداةَ خَزازٍ وَالحُقوقُ دَوانِ
غَداةَ شَفَيتُ النَفسَ مِن ذُلِّ حِميَرٍ
وَأَورَثتُها ذُلّاً بِصِدقِ طِعاني
زَلَفتُ إِلَيهِم بِالصَفائِحِ وَالقَنا
عَلى كُلِّ لَيثٍ مِن بَني غَطَفانِ
وَوائِلُ قَد جَذَّت مَقادِمَ يَعرُبٍ
فَصَدَّقَها في صَخرِها الثَقَلانِ
إِن يَكُن قَتَلنا المُلوكَ خَطاءً
إِن يَكُن قَتَلنا المُلوكَ خَطاءً
أَو صَواباً فَقَد قَتَلنا لَبيدا
وَجَعَلنا مَعَ المُلوكِ مُلوكاً
بِجِيادٍ جُردٍ تُقِلُّ الحَديدا
نُسعِرُ الحَربَ بِالَّذي يَحلِفُ النّا
سُ بِهِ قَومَكُم وَنُذكي الوَقودا
أَو تَرُدّوا لَنا الإِتاوَةَ وَالفَي
ءَ وَلا نَجعَلُ الحُروبَ وعيدا
إِن تَلُمني عَجائِزٌ مِن نِزارٍ
فَأَراني فيما فَعَلتُ مُجيدا
المراجع
(1) بتصرّف عن مقالة الطّبيعة في الشّعر الجاهلي، diwanalarab.com